القسم الأول:
مؤتمر واشنطن
تلبية لدعوة الرابطة العامة لمسلمي أمريكا، قام
سماحة السيد المدرسي بزيارة مدينة واشنطن عاصمة الولايات المتحدة الأمريكية
للمشاركة في مؤتمرها السنوي الأول و هو الأول و الأكبر من نوعه في أمريكا الشمالية.
و قد ضم المؤتمر الذي استمر ثلاثة أيام أكثر من ثلاثة آلاف بينهم عدد كبير من
الشخصيات المسلمة بينهم مفكّرون و علماء اجتماعيّون و مهنيّون و خبراء و مسؤولين في
الإدارة الأمريكية.
و قد تم إلقاء عشرات المحاضرات و إقامة العديد من
الندوات و ورشات عمل خلال المؤتمر الموسّع الذي أقيم في قلب العاصمة الأمريكية في
قاعات عديدة من فندق جراند حيات الواقع قرب مبنى وزارة المالية.
كان الهدف من المؤتمر الذي شارك فيه الألوف من
المسلمين من مختلف زوايا الولايات المتحدة هو إيجاد روح التفاهم و المودة، بالإضافة
إلى تعريف مذهب أهل البيت للشعب الأمريكي و الإدارة الأمريكية كالبديل الوحيد
لمواجة المد الوهابي العنيف، و ذلك تحت شعار "الإسلام؛ دين الحق و العدالة و
السلام".
و قد تحدث السيد المدرسي في اليوم الثاني للمؤتمر و
في قاعة المؤتمرات العامة حول موضوع "العراق؛ تحديات الحاضر و فرص المستقبل" حيث
ألقى السيد المدرسي كلمة ارتجالية باللغة الإنجليزية، الأمر الذي أثار دهشة
الحاضرين إلى حد كبير، خاصة و أن مدراء المؤتمر كانوا قد أعلنوا مسبقاً أن الكلمة
ستكون بالعربية و لذا أحضروا مترجما للقيام بترجمة الكلمة لأهميتها، إلا أنهم
فوجئوا بقرار السيد المدرسي بالحديث بالإنجليزية.
و قد تطرق سماحته خلال الكلمة إلى بعض جرائم النظام
الصدامي المقبور و قال فيما قال: "كان صدام المجرم قد حول مؤسسات الحكومة إلى هرم
مقلوب ارتكز فوق رأسه هو، و لهذا فقد انهارت المؤسسات كلها إثر انهيار سلطته على
الحكم، و هذا الأمر في ذات الوقت الذي يشكل مشكلة للشعب العراقي لغياب الخدمات
المدنية، إلا أنه يوفر الفرصة للعمل الإجتماعي الموسّع و العمل الثقافي المكثف".
و أضاف السيد المدرسي مدركاً حضور بعض الرموز
السياسية الأمريكية: "إن العراق تمثل الدين و الدنيا بالنسبة إلينا لأنها أرضنا
المقدسة. فيها 7 مقامات لأقدس رموز الشيعة و و قد دفع الشيعة أغلى الأثمان في
الدفاع عنها. لقد قدم أبناء علي و الحسين تضحيات لا تقاس بشيء، و القبور الجماعية
تشهد على ذلك." و ذكر سماحته إحصائية دقيقة لعدد ضحايا القمع البعثي في العراق حسب
السجلات الحكومية و هو 5 ملايين و 400 ألف شخص. و بذلك أكد السيد المدرسي على أن
الحكم في العراق يجب أن لا يعود للأقلية مهما حصل، لأن في ذلك فساد كل شيء و عودة
الأمور إلى ما كانت عليه تحت حكم صدام الجاثم.
و أتم سماحته الحديث بمناشدة المسلمين في كل مكان و
خاصة مسلمي أمريكا بمساعدة الشعب العراقي بكل الوسائل، خاصة في مجال تقديم الخدمات
الصحية و الطعام و الشراب لسد حوائجهم الماسة و في هذه الفترة الحساسة, و أردف
سماحته أن العراقيين يحتاجون اليكم حاليا و أنه واثق بالله بأن مدة الحاجة هي قصيرة
فالذي لا يساهم حاليا سوف تفوته الفرصة و "ما تقدمو من خير فهو لكم".
وبعد انتهاء الكلمة ارتقى المنصة ثلاثة أشخاص قدموا
شكرهم لسماحته و أكدوا للحضور على الإلتزام بإرشاداته.
أما السيد مهدي المدرسي (نجل سماحة السيد هادي
المدرسي) و هو عضو في الوفد المرافق فقد ألقى كلمة باللغة الإنجليزية أيضاً تحدث
حول موضوع "مجابهة المناوئين و مفهوم الجهاد في الإسلام" أكد فيها على ضرورة
محضاربة أعدى أعدائنا و هي النفس الأمارة بالسوء انطلاقاً من قول أمير المؤمنين:
"ميدانكم الأول أنفسكم، فإن قدرتم عليها فأنتم على غيرها أقدر و إن عجزتم عنها
فأنتم عن غيرها أعجز". كما تحدث سماحته حول مفهوم الجهاد و ضرورة توفر شروطه قبل
حمل السلاح في وجه أحد. و أضاف سماحته: "مفهوم Collateral Damage(الضّرر الثّانويّ)
لا وجود له في الإسلام. و هذا يعني أن قتل الأبرياء لا يمكن توجيهه بأي شكل من
الأشكال و تحت أي ضرف كان". بعد ذلك فتح المجال للأسئلة و قد طالت الفترة أكثر من 3
ساعات!
و قد قامت مراسلة إذاعة "صوت أميركا" باللغة
الإنجليزية بإجراء مقابلة مع السيد مهدي المدرسي حول وضع المسلمين في الغرب و أزمة
فقدان الهوية التي يواجهونها.
قريباً:
القسم الثاني من تقرير زيارة السيد المدرسي للولايات المتحدة..
|